تأسيس شركة ناشئة والانطلاق في عالم ريادة الأعمال ليس بالأمر الصعب، ولكن التحدي يكمن في البقاء والاستمرار في ظل وجود منافسين أقوياء، وفي ظل وجود عقبات وحواجز تُواجه كل مشروع ناشئ. يجب الانتباه جيدًا قبل وأثناء تأسيس الشركات الناشئة، والتركيز جيدًا على خطوات ومراحل التأسيس. الأخطاء والمشاكل تكون ذات تكلفة منخفضة ويُمكن السيطرة عليها في المراحل الأولى، بينما قد تكون تلك الأخطاء كارثية في مراحل متقدمة من عُمر المشروع، وبالتالي، تزداد نسبة الفشل بشكل كبير في النهاية.
أن تمتلك فكرة لتأسيس شركة ناشئة تعمل على تقديم خدمة او حل مشكلة هو أمر جميل للغاية، ولكن هذا يختلف تمامًا عن بناء شركة ناجحة وقوية تتوفر لها مقومات البقاء والاستمرار. في هذا المقال تستعرض Scale معكم الخطوات الواجب اتباعها لإنشاء شركة ناشئة ناجحة والانطلاق في عالم ريادة الأعمال بقوة.
حتى تستطيع نقل الفكرة الى الواقع والبدء العمل لتحقيق الأهداف، لابد في البداية من خطة عمل. الأرقام التالية تُوضح الفرق بين المشاريع التي تنطلق بوجود خطة عمل والمشاريع التي انطلقت بدون خطة عمل:
المشاريع التي بدأت بخطة عمل كاملة:
المشاريع التي بدأت بدون خطة عمل:
من المؤكد أن أي مشروع ناشئ يحتاج للتمويل في البداية، وهذا ما سنتناوله في النقطة القادمة، ولكن طلب التمويل من جهات خارجية ومستثمرين يُحتم على أصحاب المشروع ان يكون لديهم خطة عمل واضحة، حتى يتم اقناع المستثمرين بالمشاركة. خطة العمل هي وصف دقيق لمستقبل العمل خلال اول 3 الى 5 سنوات، وتُعتبر خطة العمل أول مرحلة يجب البدء بها عند تأسيس شركة ناشئة.
إطلاق شركة ناشئة دون تمويل هو أمر شبه مستحيل. قد تحتاج في بداية العمل مُعدات، تجهيزات، مكان للعمل، رواتب موظفين، استئجار وغيره من الاحتياجات. لا يُوجد رقم مُعين يجب ان تمتلكه في بداية إطلاق المشروع، لأن ذلك يعتمد على طبيعة المجال الذي تستهدفه الشركة الناشئة.
يُوجد شركات ناشئة بدأت عملها بميزانية أقل من 10 آلاف دولار، والبعض الآخر بدأ بمبالغ فاقت ملايين الدولارات. ولكن السؤال الذي يُسأل عادةً في هذه النقطة هو: ما هي مصادر التمويل التي يُمكن للشركات الناشئة الاستفادة منها. قد تكون مصادر تمويل الشركات الناشئة هي أحد التالي:
حتى تحصل على تمويل مناسب، يجب عليك ان تعرف بالضبط ماذا تحتاجه، وما هي خطوات عملك، ومن هنا تكمن أهمية وجود خطة العمل المناسبة التي تتضمن الاحتياجات المالية.
هل ستبدأ في العمل في شركتك الناشئة لوحدك؟ قد تكون الإجابة بنعم لدى البعض، ولكن تمهل قليلًا. إذا كنت تُخطط لأن تعمل برفقة غيرك من الأشخاص، لابد عليك أن تُحيط نفسك بأشخاص مناسبين، ويجب عليك أن تبني فريق رائع يستطيع رفع شركتك من الأرض إلى السماء. قد يتساءل البعض، كم شخص ينبغي ضمه الى فريق عملي؟
الإجابة تختلف حسب طبيعة الشركة، فعدد العاملين الذين تحتاجهم لفتح مطعم جديد يختلف بالتأكيد عن عدد العاملين الذين تحتاجهم لإطلاق شركة برمجة تطبيقات جوال. بشكل عام، تكون فِرق العمل في الشركات الناشئة قليلة العدد.
من المهم عليك قبل البدء بمزاولة أعمال شركتك الناشئة أن تقوم بما يلي:
الشركة الناشئة تحتاج مكان لمزاولة أعمالها. المنزل، مكتب مُخصص، شراء شقة او مبنى، العمل من مساحة عمل مشتركة، كلها خيارات قد تكون مناسبة حسب الإمكانيات المتاحة للشركة الناشئة.
الاستئجار على المدى الطويل قد يُكلف الكثير، لذا من المهم دراسة الخيارات المتاحة في هذه النقطة، وعليك أن تُحدد إما الاستئجار بعقود طويلة الأجل، او الشراء والتملك في حال استطعت توفير التمويل اللازم.
أحد الحلول المناسبة والتي تتجه لها العديد من الشركات الناشئة هي العمل والانطلاق من مساحات عمل مشتركة أو حاضنات ومسرعات الأعمال.
قبل تحديد مكان العمل، عليك الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
عدم وجودك في العالم الرقمي يعني أنك غير موجود في السوق. بعد أن جهزت خطة عملك وحصلت على التمويل المناسب، وكونت نواة فريقك واجتمعتم في أول اجتماع لكم في مكان العمل الذي تم اختياره، ينبغي عليك الان بناء هويتك الرقمية في العالم الافتراضي وإطلاق موقعك الالكتروني والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي لتعلن للغير بوجودك ووجود فكرتك.
لا تؤخر بناء هويتك الرقمية حتى إطلاق خدماتك او البدء في بيع منتجك، فالوقت ليس مبكرًا حتى تنتظر ذلك. إذا كان العملاء يبحثون عن خدمات او منتجات مشابهة لما تقدمه، فمن الممتاز ان يجدوك ويعرفوا أنك موجود حتى لو لم تكن قد بدأت بتقديم ما يحتاجونه لهم.
بعد إتمام الخطوات اللازمة عند تأسيس شركة ناشئة، عليك الاتجاه لتطوير المنتج او الخدمة التي ستقدمها لجمهورك الذي تستهدفه. لكن ضع في الاعتبار أن ذلك يتطلب التجهيز جيدًا، فإذا كنت تعمل على تطوير تطبيق جوال، عليك الاستعانة بشخص خبير في بناء تطبيقات الجوال. إذا كنت ستنتج كمية كبيرة من منتج معين فهذا يعني إنك ستحتاج لفريق، وقد تحتاج لمصنع ومكان تخزين.
يجب عليك في هذه الخطوة عدم اغفال موضوع تكاليف الإنتاج والتخزين، بالإضافة لتحديد سعر المنتج او الخدمة. كل ما سبق يؤثر بشكل مباشر على الخطة المالية لك، فكن على حذر. النصائح التالية تُساعدك في تطوير منتجك بشكل أفضل:
إذا كنت تمتلك أفضل منتج في العالم، ولكن لا يعرف عنك أحد، فشركتك الناشئة لن تنجح أبدأ. لذلك، عليك أن تكون مُسوق من الطراز الأول، وإلا فعليك الاستعانة بمن يُسوق لك جيدًا. في ظل التقدم الكبير في أدوات ووسائل التواصل والتسويق الرقمي، تتوفر أمامك العديد من الخيارات التي ننصح بالتنويع في استخدامها وفقًا للنتائج:
إذا لم يتوفر لديك القدرات للتسويق للشركة الناشئة الخاصة بك، فليس من العيب الاستعانة بشخص خارجي او حتى شركة تسويق للقيام بما هو مطلوب لك. النشطات التسويقية قد تعد أهم الأعمال التي ينبغي عليك الاهتمام بها واعطاءها أولوية عالية، لأنها تستحق ذلك لدورها الكبير في تحقيق معدلات عالية في العائد على الاستثمار.
وصولك لهذه الخطوة في طريق بناء شركتك الناشئة يعني أنك جاهزٌ الان لفتح أبوابك للعملاء. وبذلك يُمكنك التواصل المباشر مع الجمهور المستهدف وتقديم الخدمة لهم او بيع المنتج الذي تُقدمه. هذا جميل، ولكن لا يكفي. عليك العمل على ضمان عودة العملاء لك بعد الشراء ا تقديم الخدمة.
السؤال هنا هو ما الذي يجب عليك فعله لبناء قاعدة عملاء قوية؟ الإجابة ببساطة تكمن في كسب ولاء العملاء والجمهور، ولا يتم ذلك إلا بتقديم وتحسين خدمات العملاء. بناء قاعدة عملاء يضمن لك تحقيق أرباح أكبر، والحصول على قناة بيع طويلة الأجل.
يوجد العديد من الطرق التي يُمكنك من خلالها توسيع نطاق أعمالك، حيث يُمكنك عقد شراكة مع شركات أخرى، استهداف أسواق جديدة، تقديم منتجات وخدمات جديدة، التوسع خارج الحدود. توسيع نطاق الأعمال للشركة الناشئة يعتمد بشكل أساسي على أمرين مهمين.
الأول هي أن أغلب الشركات التي استطاعت توسيع أعمالها لديها قدرات تسويقية عالية وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بفاعلية من خلال الحملات الاعلانية والمؤثرين، وهذا يُساعد في استهداف شريحة أكبر من العملاء مما يُحقق التوسع. الثاني هي القدرة على الحفاظ على ولاء العميل، لضمان استمرار العلاقة بين الطرفين، وتأمين مبيعات وأرباح يُمكن الاستناد عليها في عملية التوسع.